تنظيف الأسنان بالفحم مضر هو موضوع يثير الكثير من الجدل في الآونة الأخيرة. على الرغم من أن الفحم النشط يعتبر أحد أقدم المواد المستخدمة في التنظيف والتطهير، إلا أن استخدامه لتنظيف الأسنان قد يحمل العديد من المخاطر والمشاكل الصحية. في هذا المقال، سنتناول الأسباب التي تجعل تنظيف الأسنان بالفحم مضر وكيف يمكن أن يؤثر على صحة الفم.
مخاطر تنظيف الأسنان بالفحم
- تآكل المينا بالإضافة إلى قدرة الفحم النشط على امتصاص البقع، يرجع الكثير من الأشخاص الفضل لخصائص الكشط التي يتميز بها في قدرته على التبييض. إلا أنه، وكما تحذر الجمعية الأمريكية لطب الأسنان، من المرجح أن يكون مسحوق الفحم أو معجون الأسنان غير المعتمد من خلال أطباء الأسنان كاشطًا بدرجة زائدة بحيث يتسبب في تآكل المينا. بالإضافة إلى تسببه في حساسية الأسنان، قد يجعل تآكل المنيا لون أسنانك أكثر اصفرارًا. وهذا لأن المينا البالية قد تكشف عن العاج المائل للصفار تحتها.
- زيادة مخاطر تسوس الأسنان هناك مشكلة محتملة أخرى عند استخدام الفحم النشِط لتبييض الأسنان، وهي زيادة خطر الإصابة بنخر وتسوس الأسنان. لا يحتوي الكثير من منتجات معاجين الأسنان بالفحم على الفلوريد، وهو معدن يساعد على تقوية الأسنان وجعلها أكثر مقاومة للتسوس. وعلى الرغم من أنك تستطيع الحصول على الفلوريد من مصادر أخرى، مثل ماء الصنبور، فقد لا تكون الكمية التي تحصل عليها من هذه المصادر الأخرى كافية لحماية أسنانك. في بعض الحالات، قد تزيد عملية تبييض الأسنان بالفحم من مخاطر تسوس الأسنان لأن الأشخاص يميلون إلى استخدامها بدلًا من غسل الأسنان بفرشاة الأسنان باستخدام معجون الأسنان أو استخدام خيط التنظيف. إذا كنت ستجرب تبييض الأسنان بالفحم، فمن الأفضل استخدامه جنبًا إلى جنب مع الغسيل العادي للأسنان باستعمال الفرشاة والتنظيف بالخيطـ، وليس بديلًا عنهما.
- مكونات غير آمنة. عند تقييمك لمنتجات تبييض الأسنان باستخدام الفحم، يجب أن تستخدم عقلك في الحكم على الأمور. كشفت دراسة تم نشرها في مجلة الجمعية الأمريكية لطب الأسنان عن أن إعلانات الإنترنت لمنتجات الأسنان بالفحم كثيرًا ما تدّعي أمورًا لا أساس لها من الصحة فيما يخص السلامة الإكلينيكية والفاعلية الخاصة بهذه المنتجات. وقد أفادت الدراسة أيضًا أن ثلث منتجات الأسنان بالفحم تحتوي على طين البينتونيت. وقد أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية عدة تحذيرات للمستهلكين تنصحهم بعدم استخدام المنتجات التي تحتوي على مادة البينتونيت لأنه وُجد أن هذا الطين يحتوي على مكوّن الرصاص.
- تأثيرات سلبية على التجميل من المعروف أن الفحم يمكن أن يلتصق بالأسنان ويسبب تصبغها باللون الأسود. على الرغم من أن بعض الناس يعتقدون أن الفحم يمكن أن يبيض الأسنان، إلا أن تنظيف الأسنان بالفحم مضر لأنه يمكن أن يترك بقايا سوداء على الأسنان، مما يجعلها تبدو أكثر قبحًا ويؤثر سلبًا على المظهر الجمالي للفم.
المزيد عن:
حشو العصب كم جلسه
اسعار حشو العصب بالليزر
حشو العصب في جلسة واحدة
أضرار معجون الاسنان بالفحم
للأسف وجدت بعض التجارب لمستخدمي معاجين الأسنان الفحمية حول ارتباطه بظهور بعض الآثار السلبية على الأسنان:
- تراكم خطوطًا سوداء بين الأسنان بسبب تراكم جزيئات الفحم.
- تتأثر تركيب الأسنان الصناعية وتضعف مع تكرار استعمال معجون الفحم.
- لا يستطيع المعجون إزالة البقع المترسبة تحت المينا بل يزيل الخارجية فقط.
- احتواء المعجون على 1500 جزء من الفلوريد يزيد من فرص التعرض للتسوس.
- قد تحتوي بعض الأنواع على مادة الطين والرصاص المسببة لسرطان الفم والجسم.
- كما أن تهيج اللثة والحساسية المفرطة من الأعراض الجانبية المزعجة التي يعانيها البعض مع معجون الفحم.
تجربتي مع الفحم للأسنان
في ظل الاهتمام المتزايد بالعناية بالفم والأسنان، ظهرت العديد من المنتجات والوصفات الطبيعية التي يُزعم أنها تساعد في تبييض الأسنان وتحسين صحتها. من بين هذه المنتجات، كان الفحم النشط أحد أبرز الخيارات التي جذبت اهتمام الكثيرين، بمن فيهم أنا. في هذا الجزء، سأتحدث عن تجربتي الشخصية مع استخدام الفحم لتنظيف الأسنان، ما دفعني لتجربته، وما هي النتائج التي لاحظتها، والأضرار التي واجهتها.
البداية: لماذا اخترت الفحم؟
من خلال تصفحي للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، لاحظت العديد من التوصيات لاستخدام الفحم النشط لتبييض الأسنان. كان هناك الكثير من الصور والفيديوهات التي تظهر نتائج مذهلة بعد استخدام الفحم لفترة قصيرة. بناءً على ذلك، قررت أن أجرب بنفسي لأرى ما إذا كان بإمكاني الحصول على نفس النتائج.
العملية: كيفية استخدام الفحم
بدأت بشراء مسحوق الفحم النشط من الصيدلية المحلية. كان المزيج بسيطًا: فقط أضع قليلًا من المسحوق على فرشاة الأسنان المبللة وأبدأ في تنظيف الأسنان به كما أفعل عادةً مع معجون الأسنان العادي. قيل لي أن أفعل ذلك لمدة دقيقتين تقريبًا، ثم أشطف فمي بالماء جيدًا.
النتائج الأولية: أول تجربة
بعد أول استخدام، لاحظت أن أسناني بدت أكثر لمعانًا بعض الشيء. كنت متحمسة جدًا وشعرت بأنني ربما وجدت الحل السحري لتبييض الأسنان. استمريت في استخدام الفحم مرتين في الأسبوع كما أوصى البعض على الإنترنت.
المشاكل والأضرار: تأثير الفحم على أسناني
بعد مرور أسبوعين من الاستخدام المنتظم، بدأت ألاحظ بعض المشاكل. أسناني بدأت تصبح أكثر حساسية للأطعمة الباردة والساخنة. شعرت ببعض الألم عند تناول المشروبات الساخنة أو المثلجة. كنت قلقة، لذا قررت البحث أكثر عن الموضوع واكتشفت أن تنظيف الأسنان بالفحم مضر ويمكن أن يسبب تآكل المينا.
القرار: التوقف عن استخدام الفحم
بمجرد أن أدركت الأضرار المحتملة، قررت التوقف عن استخدام الفحم فورًا. زرت طبيب الأسنان لأستشيره حول حالتي وأخبرته بما حدث. أكد لي أن الفحم يمكن أن يكون مضرًا للأسنان إذا استخدم بشكل مفرط، وأنه من الأفضل الاعتماد على المنتجات المخصصة للعناية بالأسنان.
فوائد الفحم العادي للاسنان
يمكن استخدام الفحم العادي للعناية بالأسنان ببعض الاستخدامات الطبيعية والتقليدية، ولكن يجب استخدامه بحذر وبعناية قبل إستخدامه، حيث يمكن استخدام الفحم العادي كوسيلة لتنظيف الأسنان بشكل طبيعي.
يتم ذلك عن طريق تدليك الأسنان بلطف باستخدام فرشاة الأسنان المبللة بالماء ومغمسة في الفحم النشط، ويجب القيام بهذا بلطف لتجنب تآكل المينا، و يعتقد أنه يمكن تبييض الاسنان بالفحم وهذا لأنه يساهم في إزالة بعض البقع والبلاكات من سطح الأسنان.
مما يمكن أن يحسن من مظهرها، ويعطي تأثير تبييض مؤقت عند استخدامه بشكل منتظم، ولكن هذا التأثير لا يدوم لفترة طويلة.
وكذلك يمكن أن يساعد استخدام في تحسين رائحة الفم وتقليل رائحة الفم الكريهة، لوجود بعض المركبات الطبيعية التي تقتل البكتيريا والجراثيم التي توجد بالفم، ولكن يجب أن يتم الإنتباه حتى لا يؤثر على اللعاب الخاص بالفم.
ولهذا يتم تصنيع الكثير من منتجات العناية بالفم والأسنان من مستخلص الفحم، وهذا للحصول على الفوائد الخاصة به، وكذلك يكون بها بعض المواد الأخرى التي تحد من الأضرار التي قد تحدث في الفم بسبب الفحم.
الاستنتاج: الدروس المستفادة
من تجربتي مع الفحم للأسنان، تعلمت عدة دروس هامة. أولًا، ليس كل ما يُنصح به على الإنترنت يكون بالضرورة آمنًا أو فعّالًا. ثانيًا، من الأفضل دائمًا استشارة مختصين في المجال قبل تجربة أي وصفة جديدة أو منتج جديد للعناية بالصحة. وأخيرًا، الحفاظ على صحة الفم يتطلب استخدام المنتجات التي تم اختبارها واعتمادها من قبل الجهات الصحية المعروفة.
اقرأ ايضا:
تركيب فينير الأسنان
انواع فينير الأسنان
بدائل آمنة لتنظيف الأسنان
معجون الأسنان المخصص
بدلاً من استخدام الفحم، يُنصح باستخدام معجون الأسنان المخصص لتنظيف الأسنان. معجون الأسنان يحتوي على مكونات آمنة وفعالة في تنظيف الأسنان وتبييضها دون التسبب في أي ضرر للمينا أو اللثة. المكونات الأساسية التي يجب البحث عنها في معجون الأسنان تشمل:
- الفلورايد: يساعد في تقوية المينا وحمايتها من التسوس.
- كربونات الكالسيوم والسيليكا: تعمل كمواد كاشطة لطيفة تزيل البلاك والبقع السطحية دون إلحاق الضرر بالمينا.
- بيروكسيد الهيدروجين: يستخدم في بعض معاجين الأسنان لتبييض الأسنان بفعالية دون التسبب في تآكل المينا.
- الزيوت الطبيعية: مثل زيت جوز الهند أو زيت النعناع، التي يمكن أن تساعد في مكافحة البكتيريا وتحسين صحة الفم بشكل عام.
معجون الأسنان المخصص يأتي بأشكال ونكهات مختلفة، مما يجعله مناسبًا لجميع الأذواق والاحتياجات. استخدامه بانتظام كجزء من روتين العناية بالفم يساعد في الحفاظ على الأسنان نظيفة وصحية، ويقلل من خطر الإصابة بمشاكل الفم الشائعة.
فرشاة الأسنان الكهربائية
فرشاة الأسنان الكهربائية يمكن أن تكون بديلاً جيدًا لاستخدام الفحم. هذه الفرشاة تساعد في إزالة البلاك والبقع بشكل أكثر فعالية من الفرشاة العادية، دون الحاجة إلى استخدام مواد كاشطة ضارة. هناك عدة مزايا لاستخدام فرشاة الأسنان الكهربائية، منها:
- حركات دقيقة: توفر حركة دورانية واهتزازية تساعد في تنظيف الأسنان بعمق وإزالة البلاك بكفاءة.
- توقيت مدمج: معظم فرش الأسنان الكهربائية تأتي بتوقيت مدمج لمدة دقيقتين، وهو الوقت الموصى به لتنظيف الأسنان، مما يضمن تنظيفًا شاملاً.
- رؤوس مختلفة: تأتي مع رؤوس قابلة للتبديل مثل رؤوس للتنظيف اليومي، رؤوس للتبييض، ورؤوس لتنظيف اللثة الحساسة.
- سهولة الاستخدام: فرش الأسنان الكهربائية يمكن أن تكون أسهل في الاستخدام للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في التنسيق الحركي أو الأطفال.
استخدام فرشاة الأسنان الكهربائية بانتظام يمكن أن يحسن صحة الفم بشكل ملحوظ، ويقلل من تكون البلاك والتسوس، ويعزز الشعور بالنظافة والانتعاش. للحصول على أفضل النتائج، يُنصح باستخدامها مع معجون الأسنان المخصص وتنظيف الفم بشكل صحيح.
باختيار البدائل الآمنة مثل معجون الأسنان المخصص وفرشاة الأسنان الكهربائية، يمكن الحفاظ على صحة الفم والأسنان بفعالية ودون التعرض للمخاطر التي يمكن أن يسببها استخدام الفحم.
تنظيف الأسنان بالفحم مضر
قد تنظيف الأسنان بالفحم يكون له تأثيرات سلبية على صحة الفم. تجربتي مع الفحم للأسنان علمتني أن أكون حذرة في اختيار منتجات العناية بالفم وأن ألتزم بالخيارات الآمنة والمثبتة علميًا. الحفاظ على صحة الأسنان يتطلب الجهد والانتباه لاختيار الأدوات والمنتجات الصحيحة.
وبدلاً من اللجوء إلى طرق غير مثبتة علميًا، يُفضل استخدام معجون الأسنان المخصص الذي يحتوي على مكونات آمنة وفعالة، مثل الفلورايد والسيليكا، واستخدام فرشاة الأسنان الكهربائية لتنظيف الأسنان بعمق. كما يُنصح بزيارة طبيب الأسنان بانتظام للحصول على نصائح مخصصة ورعاية احترافية لصحة الفم والأسنان.
إذا كانت لديك أي استفسارات أو تحتاج إلى استشارة طبية، يمكنك دائمًا زيارة عيادة الدكتور ماهر للحصول على أفضل النصائح والرعاية الطبية.
