التهاب الضرس الأخير

التهاب الضرس الأخير

يُعتبر التهاب الضرس الأخير من المشكلات الصحية الشائعة التي يمكن أن تسبب آلامًا شديدة وتأثيرًا كبيرًا على جودة الحياة اليومية. يحدث هذا الالتهاب عادةً في الأضراس الخلفية والتي تُعرف بالأضراس الحكيمة أو أضراس العقل، والتي تظهر في الجزء الأخير من الفم.

يبدأ ظهور ضروس العقل في أواخر سن المراهقة وبداية سن العشرين، وعادًة ما يكون الفم ليس كبير بما فيه الكفاية لاستيعاب ظهور أربعة ضروس إضافية، نتيجة لذلك تنمو الضروس بزاوية تسبب الضغط على الضروس المجاورة أو قد ينمو جزء صغير منها فوق اللثة مما يزيد من فرصة حدوث الالتهاب أو العدوى.

أسباب التهاب الضرس الأخير

بزوغ الضرس الأخير

أحد الأسباب الرئيسية لالتهاب الضرس الأخير هو بزوغ الضرس في مكان غير ملائم. يظهر الضرس الأخير عادة في سن متأخرة مقارنة بباقي الأسنان، وهذا يمكن أن يؤدي إلى عدة مشكلات بسبب عدم وجود مساحة كافية له في الفم. عند بزوغ الضرس الأخير، قد يضغط على الأسنان المجاورة أو يظل جزء منه مغطى باللثة، مما يسبب التهابًا في الأنسجة المحيطة. هذا الوضع يمكن أن يؤدي إلى تكوين جيوب لثوية، حيث تتراكم البكتيريا والفضلات، مما يزيد من خطر حدوث التهاب.

التسوس

التسوس هو عملية تدمير تدريجي للأنسجة الصلبة في الأسنان، يبدأ بتآكل المينا ومن ثم يصل إلى العاج وأحيانًا العصب والجذر. التسوس الذي يصل إلى العصب أو الجذر يمكن أن يسبب التهابًا حادًا في الضرس الأخير. يحدث التسوس نتيجة تراكم البكتيريا واللويحات على سطح الضرس، حيث تتغذى البكتيريا على السكريات المتبقية من الطعام وتنتج أحماض تهاجم المينا. إذا لم يتم علاج التسوس في مراحله المبكرة، يمكن أن يمتد إلى العصب والجذر، مما يؤدي إلى التهاب شديد وألم حاد.

المزيد عن:
تسوس الأسنان الأمامية السفلية
حشوات الليزر للأسنان الأمامية
أضرار خلع الضرس للأطفال

التهابات اللثة

التهاب اللثة المحيطة بالضرس الأخير يمكن أن يؤدي أيضًا إلى التهاب الضرس نفسه. اللثة الملتهبة تكون نتيجة تراكم البكتيريا واللويحات على خط اللثة، مما يسبب تهيجًا والتهابًا. هذا الالتهاب يمكن أن يتفاقم ويتحول إلى التهاب اللثة الحاد، حيث تتورم اللثة وتصبح حمراء وناعمة. في الحالات الشديدة، يمكن أن ينتشر الالتهاب إلى الأنسجة الداعمة للضرس، مما يسبب فقدان الدعم العظمي وتكون جيوب لثوية عميقة، تزيد من صعوبة تنظيف المنطقة المصابة وتزيد من خطر حدوث التهاب الضرس.

صعوبة تنظيف ضرس العقل

نظرًا لموقع ضروس العقل في نهاية الفك يُصعب تنظيفها بشكل جيد وقد يكون تنظيفها بالخيط أمر مستحيل، لذا فإن هذه الضروس بشكل خاص أكثر عرضة للتسوس والالتهاب مقارنة بغيرها.

خلع ضرس العقل

كأي جراحة فأن لجراحة خلع ضرس العقل عدة مضاعفات منها حدوث العدوى والالتهاب والتي تظهر على شكل إفرازات بيضاء أو صفراء في مكان الخلع والشعور بألم وحدوث تورم، كما قد يعاني المريض من الحمى.

أسباب إضافية

عوامل وراثية

بعض الأشخاص قد يكونون أكثر عرضة لالتهاب الضرس الأخير بسبب عوامل وراثية تؤثر على شكل وحجم الفك، مما يحدد مدى تناسب الأسنان داخل الفم.

نقص العناية الفموية

عدم الاهتمام بنظافة الفم والأسنان يمكن أن يؤدي إلى تراكم اللويحات البكتيرية، مما يزيد من خطر تسوس الأسنان والتهاب اللثة وبالتالي التهاب الضرس الأخير.

أمراض عامة

بعض الأمراض العامة مثل السكري وضعف الجهاز المناعي يمكن أن تزيد من خطر حدوث التهابات فموية، بما في ذلك التهاب الضرس الأخير، بسبب تأثيرها على قدرة الجسم على مكافحة العدوى.

الأعراض

الألم الحاد لالتهاب الضرس الأخير

يُعتبر الألم الحاد والمستمر أحد أبرز الأعراض التي تشير إلى التهاب الضرس الأخير. يمكن أن يكون الألم نابضًا وشديدًا، ويبدأ غالبًا بشكل مفاجئ وقد يستمر لفترات طويلة بدون تحسن. الألم الناتج عن التهاب الضرس الأخير يمكن أن ينتشر إلى مناطق أخرى مثل الفك، الأذن، والرقبة، مما يزيد من شعور عدم الراحة. يزداد الألم سوءًا عند مضغ الطعام أو الضغط على الضرس المصاب، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى تحفيز الأعصاب الملتهبة وزيادة شدة الألم. في بعض الحالات، قد يكون الألم مستمرًا حتى في حالة الراحة ودون وجود أي تحفيز مباشر للضرس.

التورم

تورم اللثة والأنسجة المحيطة بالضرس الملتهب هو عرض شائع آخر. التورم قد يكون مرئيًا بوضوح ويمكن أن يؤثر على مظهر الفم والوجه. يمكن أن يجعل التورم من الصعب فتح الفم بشكل طبيعي والتحدث أو الأكل بسهولة. في بعض الأحيان، قد يمتد التورم إلى مناطق أخرى من الوجه والفك، مما يسبب عدم تناسق في المظهر وإحساس بالضيق والضغط في الفم والفك. قد يصاحب التورم أيضًا احمرار وسخونة في المنطقة المصابة، مما يدل على وجود التهاب نشط.

الحساسية

قد يشعر الشخص المصاب بالتهاب الضرس الأخير بحساسية شديدة تجاه الأطعمة والمشروبات الساخنة أو الباردة. الحساسية يمكن أن تكون نتيجة لتعرض الأعصاب في الضرس للتلف أو الالتهاب. عند تناول الأطعمة أو المشروبات الساخنة أو الباردة، يمكن أن يتسبب ذلك في تحفيز الأعصاب الملتهبة، مما يسبب شعورًا بالألم الشديد والمفاجئ. الحساسية قد تتطور أيضًا عند تناول الأطعمة الحلوة أو الحمضية، مما يزيد من تعقيد الحالة ويجعل تناول الطعام مهمة صعبة ومؤلمة.

اقرأ ايضا:
هل بنج الأسنان يؤثر على الحمل
سعر تركيب ضرس ثابت
بلع تركيبة أسنان

أعراض إضافية

طعم غير طبيعي في الفم

قد يلاحظ المصابون بالتهاب الضرس الأخير وجود طعم غير طبيعي أو كريه في الفم. هذا الطعم يمكن أن يكون نتيجة لتراكم الصديد أو الإفرازات الناتجة عن الالتهاب.

صعوبة في البلع

في الحالات الشديدة، قد يشعر الشخص بصعوبة في البلع نتيجة لتورم الأنسجة المحيطة بالضرس الملتهب. هذا العرض يمكن أن يزيد من عدم الراحة ويؤثر على القدرة على تناول الطعام بشكل طبيعي.

الحمى

في بعض الحالات، قد تصاحب التهاب الضرس الأخير حمى وارتفاع في درجة حرارة الجسم. هذا يدل على وجود التهاب نشط يحتاج إلى تدخل طبي فوري.

متى يجب زيارة الطبيب

يجب على الشخص زيارة طبيب الأسنان فورًا إذا شعر بأي من هذه الأعراض، خاصة إذا كان الألم شديدًا ومستمرًا أو إذا لاحظ تورمًا كبيرًا في الفم والوجه. التشخيص المبكر والعلاج الفوري يمكن أن يمنع تفاقم الحالة ويساعد في تجنب المضاعفات المحتملة.

التشخيص

الفحص السريري

يقوم طبيب الأسنان بإجراء فحص سريري شامل للفم واللثة لتحديد مكان وشدة الالتهاب. يبدأ الفحص بتقييم التاريخ الطبي للمريض والتحدث معه عن الأعراض التي يعاني منها، مثل الألم، التورم، والحساسية. بعد ذلك، يقوم الطبيب بإجراء فحص بصري دقيق للضرس الأخير والأنسجة المحيطة به باستخدام مرايا وأدوات خاصة.

الفحص البصري

أثناء الفحص البصري، يبحث الطبيب عن علامات واضحة للالتهاب مثل احمرار اللثة، تورم الأنسجة، وجود صديد أو إفرازات، وحالة التسنن العام. يمكن أن يساعد الفحص البصري في الكشف عن وجود تسوس، تشققات، أو أي تلف في بنية الضرس.

الفحص بالأدوات الخاصة

يستخدم الطبيب أدوات خاصة مثل مسبار الأسنان لقياس عمق الجيوب اللثوية حول الضرس الأخير. هذا يساعد في تحديد مدى الالتهاب وتأثيره على الأنسجة الداعمة للضرس. قد يستخدم الطبيب أيضًا أداة لاختبار حساسية الأسنان للحرارة أو البرودة لتقييم مدى تأثير الالتهاب على الأعصاب.

الأشعة السينية

قد يطلب طبيب الأسنان أخذ صور أشعة سينية للضرس الأخير لتحديد مدى التلف أو التسوس الذي قد يكون سببًا للالتهاب. تساعد الأشعة السينية في تقديم صورة واضحة للعظام والجذور المحيطة بالضرس.

تعرف ايضا على:
هل زراعة الأسنان مؤلمة
مراحل زراعة الأسنان

فينير الأسنان بدون برد

أنواع الأشعة السينية

الأشعة السينية التقليدية

تعتبر الأشعة السينية التقليدية طريقة شائعة لتقييم صحة الأسنان والعظام. يمكن أن تظهر هذه الأشعة تفاصيل حول التسوس، التلف في بنية الضرس، ومدى انتشار الالتهاب إلى الجذور والعظام المحيطة.

الأشعة السينية الرقمية

تعتبر الأشعة السينية الرقمية أحدث تقنيًا وتوفر صورًا أكثر وضوحًا ودقة. يمكن للطبيب تكبير الصور الرقمية وتعديلها لتحسين الرؤية والتفاصيل الدقيقة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الأشعة السينية الرقمية تستخدم جرعة أقل من الإشعاع مقارنةً بالأشعة السينية التقليدية.

فوائد الأشعة السينية

تقييم التسوس

تساعد الأشعة السينية في تحديد مدى التسوس ومدى تأثيره على طبقات الضرس المختلفة، بما في ذلك المينا، العاج، والعصب. هذا يمكن أن يساعد في تحديد العلاج المناسب.

تقييم العظام

يمكن للأشعة السينية أن تكشف عن أي تغييرات أو تلف في العظام المحيطة بالضرس الأخير، مما يساعد في تشخيص التهابات العظم أو فقدان الدعم العظمي.

الكشف عن التكوينات غير الطبيعية

تساعد الأشعة السينية في الكشف عن أي تكوينات غير طبيعية مثل الكيسات، الأورام، أو الأجسام الغريبة التي قد تكون سببًا للألم والالتهاب.

متى يتم طلب الأشعة السينية؟

يتم طلب الأشعة السينية عادةً عندما يكون هناك اشتباه في وجود تسوس عميق أو تلف في الجذور والعظام، أو عندما تكون الأعراض غير واضحة وتتطلب تقييمًا أعمق. قد يطلب الطبيب أيضًا الأشعة السينية لمراقبة تقدم العلاج والتأكد من عدم وجود مضاعفات.

علاج التهاب ضرس العقل

قد يشمل علاج العدوى والالتهاب الإجراءات الآتية:

1. الأدوية

لعلاج التهاب ضرس العقل تحتاج لتناول المضادات الحيوية لمدة أسبوع على الأقل قبل أن يقوم طبيب الأسنان بأي إجراء على الضرس كالخلع.

إن استخدام المضادات الحيوية يمنع انتشار العدوى ويساعد في التئام الأسنان المصابة، ومن المضادات الحيوية التي يمكن استخدامها في هذه الحالة تشمل ما يأتي:

البنسلين (Penicillin).
أموكسيسيلين (Amoxicillin).
ميترونيدازول (Metronidazole).
كليندامايسين (Clindamycin).
الأريثروميسين (Erythromycin).
كما قد يصف لك الطبيب أيضًا أدوية مسكنة للألم، مثل: إيبوبروفين (Ibuprofen)، وأسيتامينوفين (Acetaminophen)، وأسبرين (Aspirin).

2. إصلاح الضرس أو إزالته

بعد التعافي من العدوى سوف تحتاج لزيارة الطبيب لإصلاح ضرس العقل وذلك يتم من خلال إزالة حشوة الضرس ثم ترقيعه بحشوة أو تاج، وقد يتم برد حواف الضرس لمنع تجمع الطعام أو البكتيريا.

قد يلجأ الطبيب لإزالة الضرس بشكل جزئي أو كلي لمنع حدوث عدوى في المستقبل.

التهاب الضرس الأخير مشكلة صحية شائعة ولكن يمكن الوقاية منها وعلاجها بفعالية من خلال الحفاظ على نظافة الفم وزيارة طبيب الأسنان بانتظام. لعلاج التهاب الضرس الأخير وأي مشكلات صحية أخرى متعلقة بالأسنان، يمكنكم زيارة عيادة الدكتور ماهر حيث يتم تقديم أفضل الخدمات والرعاية الطبية لضمان صحة فمك وأسنانك.

يمكنك الإطلاع على:
التهاب الاسنان بعد حشو العصب
تركيب الطربوش بعد حشو العصب

تركيبات الاسنان